طرق التعامل مع الموظف العاطفي

4 طرق للتعامل مع الموظف العاطفي

من الطبيعي أن يمر الأفراد بتجارب عاطفية تؤثر على سلوكهم في بيئة العمل. إلا أن التعامل مع الموظف العاطفي قد يتطلب مهارات خاصة من المديرين والقادة. الموظف العاطفي قد يتأثر بالضغوط الشخصية أو المهنية، مما قد ينعكس على أدائه وعلاقاته في العمل. لذلك، يحتاج القادة إلى فهم طرق فعّالة للتعامل مع هؤلاء الموظفين لضمان استمرار بيئة العمل بشكل منظم ومنتج.

1. التعرف على الأسباب العاطفية

أول خطوة مهمة في التعامل مع الموظف العاطفي هي فهم السبب الذي يؤدي إلى تصرفاته العاطفية. في بعض الأحيان، قد يكون الموظف يواجه مشاكل شخصية خارج نطاق العمل تؤثر بشكل مباشر على أدائه وعلاقاته مع زملائه. وفي حالات أخرى، قد يكون الضغط النفسي الناجم عن عبء العمل هو العامل المؤثر.

من خلال التواصل المفتوح مع الموظف، يمكن أن يتضح ما إذا كانت هذه العواطف تتعلق بالمشاكل الشخصية أم بالبيئة المهنية. معرفة السبب يمكن أن يساعد المدير في تقديم الدعم المناسب. في حال كانت الأسباب شخصية، قد يحتاج الموظف إلى وقت للمناوبة أو تقليل بعض الضغوط المرتبطة بالعمل حتى يتمكن من التعامل مع وضعه بشكل أفضل. أما إذا كان سبب التوتر هو بيئة العمل، فذلك يتطلب التوجه نحو تحسين تلك البيئة، مثل تقليل المهام المتراكمة أو إعادة توزيع المهام لضمان التوازن.

2. إظهار التفهم والدعم العاطفي

أحد الأساليب الفعّالة للتعامل مع الموظف العاطفي هو إظهار التفهم والدعم العاطفي. الموظف الذي يشعر بأنه محط احترام وتقدير من قبل القائد يكون أكثر استعداداً للعمل بشكل إيجابي رغم التحديات العاطفية التي يواجهها. يمكن للقائد أن يبدأ بتقديم كلمات دعم مباشرة أو ربما التحدث مع الموظف في جو من الخصوصية لمساعدته في التعبير عن مشاعره.

إظهار التعاطف مع الموظف لا يعني بالضرورة تقديم حلول مباشرة للمشاكل التي يواجهها، بل يعني ببساطة الاستماع له واحتوائه في لحظاته الصعبة. يمكن أن تكون بعض المواقف الصعبة بحاجة فقط إلى شعور الموظف بأنه ليس وحيداً في هذه الصعوبات. دعم القائد في هذه اللحظات يعزز من شعور الموظف بالراحة النفسية ويساهم في تجنب الانفجارات العاطفية التي قد تؤثر على العمل بشكل سلبي.

من المهم أيضاً أن يتم التأكد من أن الدعم المقدم للموظف العاطفي لا يتجاوز الحدود المقررة للمهنية. فالدعم لا يعني المبالغة في إظهار العاطفة بشكل قد يجعل الموظف يعتمد على هذه المساعدة بشكل مفرط أو يحاول استغلال الموقف لصالحه.

3. تحديد الحدود بشكل واضح

الحدود واضحة ومحددة تعتبر من الأدوات الأساسية التي يحتاجها الموظف العاطفي للحفاظ على استقراره في العمل. في كثير من الأحيان، قد يتجاوز الموظف العاطفي الحدود المهنية بسبب تدفق المشاعر أو الضغوط النفسية، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على علاقاته مع الزملاء أو حتى على سير العمل.

من المهم أن يتعامل القائد بحذر في تحديد تلك الحدود دون أن يكون قاسياً أو غير متفهم. على سبيل المثال، يمكن للمدير تحديد مواعيد اجتماعات منتظمة مع الموظف لمناقشة أدائه بشكل هادئ وبعيد عن التوترات العاطفية. كما يمكن للقائد أن يوضح له، بلطف، أن هناك أوقاتاً لا يمكن فيها تجاوز حدود العلاقة المهنية، حتى لو كانت هناك ضغوط شخصية.

عند وضع الحدود، يجب أن يكون المدير حريصًا على أن تكون هذه الحدود مرنة بما يكفي بحيث لا يشعر الموظف بأنه مُهمش أو مرفوض. بدلاً من ذلك، يجب أن تُؤكد على دعم استقرار الموظف وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

4. تعزيز مهارات التحكم في العواطف

من أساليب التعامل الفعّالة مع الموظف العاطفي هو مساعدته في تطوير مهاراته الشخصية في التحكم في العواطف. عندما يعترف الموظف بوجود عواطف قد تؤثر على أدائه، فإن دعم القائد له في اكتساب المهارات المناسبة للتعامل مع هذه المشاعر يعد خطوة حاسمة نحو تحسين بيئة العمل.

واحدة من الطرق الفعّالة هي تشجيع الموظف على اتخاذ فترات راحة قصيرة، سواء داخل العمل أو في فترات راحة خارجية، لتعزيز التركيز وتخفيف التوتر. يمكن أن يتعلم الموظف أيضًا تقنيات التنفس العميق أو التأمل التي تساعده على تهدئة نفسه في الأوقات التي يشعر فيها بالتوتر أو الانزعاج.

بالإضافة إلى ذلك، من الممكن تقديم تدريب أو ورش عمل للموظف حول كيفية إدارة الضغوط والتعامل مع المواقف العاطفية في بيئة العمل. بعض الموظفين قد يفتقرون إلى الوعي الكامل بكيفية تأثير مشاعرهم على أدائهم، مما يجعل التدريب على الذكاء العاطفي أداة قوية في هذا السياق. من خلال هذه الأنواع من المبادرات، يمكن أن يتحسن أداء الموظف العاطفي بشكل عام وتصبح بيئة العمل أكثر توافقًا وتناغمًا.

الخلاصة

التعامل مع الموظف العاطفي يتطلب مهارات القيادة الفعّالة التي تجمع بين التعاطف والتوجيه الحازم. من خلال التعرف على أسباب العواطف، إظهار الدعم العاطفي، وضع حدود واضحة، وتعزيز مهارات التحكم في العواطف، يمكن للقادة تحويل التحديات المرتبطة بالموظفين العاطفيين إلى فرص للتحسين الشخصي والمهنية. هذه الاستراتيجيات لا تسهم فقط في تحسين بيئة العمل بل تعزز أيضًا من رضا الموظفين وإنتاجيتهم على المدى الطويل.